ادعياء السفلية

لابد لنا لزاماً أن نفرق بين أدعياء السلفية اليوم وبين معنى السلفية الصحيحة التي كانت على منهاج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا نظلم المنهج السلفي ولا نلبسه لباس شباب يتطاولون على مشائخ علم ومالهم من العلم إلا ما يشهرون به ويحذرون


ما أحسن ما قاله الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه ((الرد على المخالف))ـ
14ص ((ولأمر خير أراده الله لهذه الطائفة الذادة عن دين الله , وشرعه, ينالهم أنواع من الأذايا والبلايا زيادة في مضاعفة الأجر وخلود الذكر .

ومن أسوئها , نفثات المخذلين المقصرين من أهل السنة , فترى المثخن بجراح التقصير , الكاتم للحق البخيل ببذل العلم, إذا قام إخوانه بنصر السنة يضيف إلى تقصيره مرض التخذيل , ومن وراء هذا ليوجد لنفسه عند المناشدة , والمطالبة :العذر في التولي يوم الزحف على معتقده
وهكذا تلاك هذه الظاهرة المؤذية بصفة تشبه الحق , وهي باطل محض!
وهذه الظاهرة إنما تنتشر لقصور الفهم وضعف القدرة وتقلص علم الوحي وأنوار النبوة , والركون إلى الدنيا, فكان الوقت وقت فتور في ذلك الأمر , إذ العلماء يقلون تارة ويكثرون أخرى .

فقل لي بربك :إذا أظهر المبطلون أهواءهم ,والمرصدون في الأمة :
واحد يخذل, وواحد ساكت , فمتى يتبين الحق؟ إلا أن النتيجة تساوي :
ظهور الأقوال الباطلة , والأهواء الغالبة على الدين الحق بالتحريف والتبديل وتغيير رسومه في فطر المسلمين.
فكيف يكون السكوت عن الباطل إذا حقا ؟
والله يقول ((بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصون))ـ

إلا أن السكوت عن كل مبطل وباطلهِ أبدا : هو هنا أبطل الباطل وخوض في باطل الإثم وظاهره
فيا لله كيف يؤول" التخذيل إلى مكيدة للإسلام يصير بها نهابا للأهواء , انتهى.


فإذا علم هذا كان حقا على الناصحين من أهل العلم أن يقفوا مع (ظاهرة الفكر التربوي)بعيدين كل البعد عن التعيير الجارح, والتشهير الفاضح

لأجل هذا؛ كان على أهل العلم والدعوة أن يرفعوا صوت النصيحة بينهم ؛ بعيدا عن التشفي, وحظوظ النفس ,كما عليهم أن يكفوا ويحذروا ألسنة أدعياء العلم والدعوة, الذين لا يسأمون من التشهير بأخطاء إخوانهم , والانتصار بالباطل , والتجهم والغلظة,وكذا استعداء السلطان على إخوانهم الدعاة...ومن وراء ذلك: تحزيب الشبيبة والمريدين حولهم أنصاراً وأشياعا, وما النصر في مثل هذه المواطن إلا إعمالا للباطل, أو عمالة للمبطلين ؟!ــ
ــ كما أعيذك أخي المسلم من كلمة حق أريد بها باطل , فمنها ما يكون باسم : السلفية

وأحيانا باسم إتباع الحق , وأخرى باسم التحذير من الباطل وأهله ! الخ

فلا تغتر أخي المسلم؛ : فإنها : شنشنة نعرفها من أخزم, ومن ورائها , جعجعة ولا نرى طحنا ؛بل هي في حقيقتها حمائل سوء يتسول بها بعض أدعياء السلفية هنا , فالله طليبهم!


كما أننا لا نشك طرفة عين أن كثيرا من طلاب العلم ممن ركبوا ثجيج ظاهرة أدعياء السلفية اليوم, أو أقحموا فيها : هم على السداد والإقتصاد في المنهج والعقيدة , كما أنهم لا يرضون بالسلفية بديلا ولا عن الأثر تحويلا , ولهم فيما يقولون ويفعلون اجتهادات ونيات صادقة (ولا نزكيهم على الله !) , ولكن الجواب الكبير من أدعياء السلفية , ممن غلو في المنهج والتصنيف, ولكلٍّ بين يدي الله موقفُ وحساب, والله يغفر لمن يشاء
ومهما يكن ؛ فإن شذوذات وأغلوطات أدعياء السلفية اليوم لا تنتهي إلى حد أو عد ؛ اللهم إنهم يجتمعون في صفاتٍ وأراء فاسدة , وأما إذا أردت أن تعرفهم بسيماهم اليوم فانظرهم في المسائل الإجتهادية والخلافية التي يسوغ فيها الخلاف عند السلف الصالح , فمن صفاتهم:يلي

أولاً : أنهم في المسائل الخلافية يفسقون المخالف , وقد يبدعونهم ,وربما يكفرونهم , خلافا لأهل السنة الذين يخطئون مع الرد بالرحمة والعدل!

ثانياً: أنهم يستعدون فيها السلطان على إخوانهم المخالفين من أهل العلم والدعوة , كما هو منهج أهل الأهواء والبدع .

ثالثاً: أنهم يوالون فيها ويعادون , وكذا يحبون ويبغضون

رابعاً: أنهم يجعلون منها نفقا للتشهير , والتنفير , والتحذير

خامسا : أنهم حرب على إخوانهم من أهل العلم والدعوة , وعذر لأهل الفسق والفجور , وسِلمُ مع أهل الأهواء والبدع , وصمت مع اليهود

سادساً: أن منهجهم في التعامل مع أخطاء أهل العلم والدعوة أشبه ما يكون بالخوارج , ومع السلاطين أشبه ما يكون بالمرجئه.

سابعاً: أن موقفهم مع إخوانهم من طلاب العلم والدعوة أشبه ما يكون بالخوارج مع سائر المسلمين ؛ حيث نراهم (للأسف) لا يرضون ولا يحسنون الظن ولا يقبلون بأحد إلا من كان من أتباعهم أو معهم وإلا مدوا بساط الظنون والتهم به ِ وحذروا منه ؛ حتى يفيئ إليهم , أو يفصح بأنه على مشاربهم الكدره ,ومناقعهم الآسنة
ثامناً: أن منهجهم فيه شبيهُ بمنهج الشيعة الرافضة مع سائر المسلمين ,يوضحه أن أصل منهج أدعياء السلفية مع إخوانهم طلاب العلم والدعوة هو السب , والشتم واللعن والبغض , والعداء والبراء وسوء الظن , والتفسيق والتبديع وربما الكفيير... وهل هذا إلا دين الرافضة ؟!ـ
تاسعاً: أنهم أهل ظنة ٍ وسوء نية بإخوانهم من أهل العلم والدعوة لذا تراهم لا يقبلون أحدا من أهل العلم إلا إذا ثبت لديهم أنه على كدر مشربهم , وضيق مسلكهم , وسوء منهجهم وإلا أساءوا الظن به , وحذروا منه , ومن لم يتبين لهم سبيله لديهم إتهموه بالمعمم والمبهم , فهو عندهم في منزلة ٍ بين منزلتين لا إلا هؤلاء ولا إلى هؤلاء ؛حتى يفصح عن منهجه!
وهو موافقة منهجهم !!, فإن لم يكن لهم عليه سبيل تكلفوا له الأحكام والتهم ,وتقولوا عليه في القول والحكم ؛حتى يسلم لهم اطراحه والتحذير منه !الخ

وهذا باب واسع قد ركبوا متن ظنونه : ما بين غيبة وبهتانٍ واتهام , وكذب

وتقول ٍ وسوء ظن ٍ وشوب نية , وتتبع للعورات , وتكلفٍ في التحذيرات ...كل هذا تفننُ منهم في المسارعة إلى منابع الخطايا ومناقع الرزايا !

عاشرا: أنهم عشاق ثلب, وهواة نقب , وأقطاب ردٍ , حيث لا يعرفون من الجرح والتعديل سوى الجرح , ولا من الرد إلا النقد والفضح ,ومنه ينشأ الغمر بينهم على منهج التنقيب والتجريح بمن يشاء وكيفما شاء , وهكذا حتى يصير الغمر بينهم : إماما للجرح والتشهير !ـ

وقد قيل:

وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى..... فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت ِـ

وهكذا لم يعرف أكثر أدعياء السلفية من أقوال وأفعال وكتب السلف: إلا الجرح والتحذير , والهجر والبغض واللعن والسب!

وما علموا ( هداهم الله)!ّ؛ أن أهل السنة في جرحهم وتحذيرهم لأهل البدع والأهواء , لم يكن عبثا ً واستطالة أو هوا للنفس , بل كان هذا منهم رحمة من الله : نصرة للسنة , وتحذيرا من البدعة , وكان هذا منهم أيظا لا عتبارات وحالات بحسب زمانهم ومكانهم , وذلك باعتبار ظهور أهل السنة وقلتهم , وظهور أهل البدع وقلتهم , وهذا خلاف ما يدعيه أدعياء السلفية اليوم !!ـ

الحادي عشر: وهو أخطرها وأظهرها , أنهم من خلال المسائل الإجتهادية يدخلون من يشائون في السلفية , ويخرجون من يشائوون , لهذا تجدهم يتسولون بالسلفية (زعموا)!بين طلابهم الأغمار من نزاع الوافدين المستضعفين , لا يسما الأفارقة منهم والبرابرة , وأغراب الهند والسند ممن ليس لم في التحقيق من شيئ , اللهم التقليد والتبعية العمياء , فعندئذٍ لا تحزن على السلفية , وليكن بكاؤك على أدعيائها اليوم!ـ

الثاني عشر: أن أكثرهم في مسائل الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله والولاء والبراء في غيرها: مرجئة, أو ممن دخلتهم شبهة الإرجاء

الثالث عشر: غلوهم في كلام بعض رجال أهل السنة من السلف الصالح , وكذا غلوهم في بعض مواقفهم بحيث غدت أقوال ومواقف الرجال عندهم تخصيصا لعمومات الوحيين (الكتاب والسنة), وتقييدا لمطلقهما , وتفسيرا لمحكمهما , وهكذا في سلسة نكدة حتى قدموا أقوال الرجال على ظاهر الوحيين , وجعلوا من أقوال الرجال منهجا وشرعة
ضاربين بالوحيين عرض الذاكرة , ناسين الاستشهاد , والأستدلال بهما وبأقوال الصحابة إلا ما ندر وقل!

فلا يستشهدون غالبا إلا بأقوال الرجال ,ولا يقررون منهج أهل السنة إلا بموقف بعض الرجال ...والخطأ كل الخطأ أنهم قد ظنوا بأنفسهم أن ما يقولونه أو يتقولونه من أغلوطات منهجية : هي حقيقة منهج السلف, فالله المستعان على ما يصفون

ومن هنا فإني أعيذ نفسي وكل مسلم : من نزغات الشيطان وأن يحضرون, ومن أدعياء السلفية وأن يجرحون

فإنهم في حقيقة الأمر : ابتلاء يسلطه الله على من يشاء من عباده المؤمنين , فالصبر والاحتساب , والله ولي الصالحين !ـ

فمن ابتلاه الله بمثل هؤلاء وهو (سلفي على نهج رشيد) فليوطن نفسه على الصبر والاحتساب فإن بلاءهم يستوجب صبرا وإن آذاهم يستجلب أجرا





شاكر لكم متابعتكم

وتم نقله من كتاب (ظاهرة الفكر التربوي) , لذياب الغامدي مجلد بـ40 ريال تجدونه في دار العاصمة





وقريبا من منظور آآخر عشاق السياسة والأخبار من المحللين والمفكرين والمنظرين وأصحاب فقه الواقع وإدعائهم السلفية أيظاً ؟